الخميس، 1 يناير 2015

مفهوم_الدولة_في_الإسلام هل ذات الخليفة مصونة في الإسلام ؟ تنصُّ كثير من دساتير ا... تنسيقية المسيفرة في حوران 2

‫مفهوم_الدولة_في_الإسلام

هل ذات الخليفة مصونة في الإسلام ؟

تنصُّ كثير من دساتير الدول - التّي تُسمى - الإسلاميّة على أنّ ذات الرئيس مصونة لا تُمس ، ولا تجوز مُخاصمته في المحاكم ؛

فهل ينظر الإسلام إلى ذات الرئيس بهذه النظرة فعلاً ؟ أم أنّ هذا ما جاء به حُكم الطّاغوت ؟

بحسب ما ذكر الدكتور عبدالله النفيسي في كتابه " عندما يحكم الإسلام " فإنّ النظام الإسلامي يكاد يكون النظام الوحيد الذي لا حصانة فيه لأحد أمام القانون ،

فالجميع معرّض للمساءلة ، والجميع معرّض للمثول أمام القضاء الإسلاميّ حتى ولو كان الخليفة نفسه - الرئيس ، الحاكم ، الأمير - ، ولا يُخصص فرد ولا فئة ولا عائلة بقوانين غير التي تُطبّق على عامّة المسلمين .

فمبدأ الشريعة هو وحدتها ، ومن هذا المبدأ حرص النبي صلّى الله عليه وسلّم والخُلفاء الراشدون من بعده على الخضوع لأحكام الشريعة وتطبيقها على أنفسهم

ومن أمثلة ذلك ؛

1. في الخطبة التي خطبها الرسول صلى الله عليه وسلّم في مرضه ( أيـُّها الناس .. من كُنت جلدت له ظهراً فهذا ظهري فليستقدّ منه ، ومن كنت شتمتُ له عِرضاً فهذا عرضي فليستقدّ منه ،

ومن أخذتُ له مالاً فهذا مالي فليأخذ منه ، ولا يخشى الشحناء من قبلي فإنها ليست من شأني ، ألا إنّ أحبكم إليّ من أخذ مني حقاً إن كان له ، أو حللني فلقيت ربي طيب النفس ) ..

هـذا كلامُ سيّد الخلق ، وحبيب الحقّ ، الصّادق العادل ، الحافظ لحدود الله وحقوق العباد فما بال قادتنا وحكّامنا وأمرائنا اليوم ينظرون إلى أنفسهم وكأنّهم فوق المُساءلة ، وأكبر من أين يقف أحدهم بين يدي القضاء ، أو يُسأل على ذنب اقترفه أو جُرم ألمّ به !

2. قصّة جبلة بن الأيهم والرجل الفزاريّ ؛

والقصة أنّ جبلة بن الأيهم وهو أحد ملوك آل جفنة ، أسلم مع قومه وقدموا إلى عمر بن الخطاب في المدينة المنورة ، ففرح بن الخطاب بإسلامهم كقوة جديدة تُآزر الإسلام ..

وخرج جبلة إلى الحج وبينما هو يطوف حول الكعبة إذ وطئ إزاره رجل من بني فزارة فانحل ، فأخذت جبلة بن الأيهم العزّة بالإثم فضرب الفزاري على وجهه فهشم أنفه !

فذهب الفزاريُّ إلى عمر يشكو جبلة ، فجاء به وأقرّ بما نُسب إليه

فقال له عمر : لقد أقررت فإما أن ترضي الرجل وإما أن أقتص منك بهشم أنفك .

فقال جبلة : فكيف ذاك يا أمير المؤمنين وهو سوقة وأنا ملك !!!!!

فقال عمر : إنّ الإسلام قد سوّى بينكما ، فلست تفضُله إلا بالتقوى والعافية .

فقال جبلة : قد ظننت يا أمير المؤمنين أني أكون بالإسلام أعزّ مني في الجاهلية !!!

فرد عمر بحزم : دع عنك هذا ، فإنك إن لم ترضِ الرجل اقتصصتُ منك ..

وكم من جبلة في واقعنا اليوم !

3. قصّة الخليفة عليّّ بن أبي طالب واليهوديّ ؛

ومن ذلك أنّ الخليفة عليّ بن أبي طالب فقد درعاً ووجدها مع يهوديّ يدعي ملكيتها ، فتحاكما إلى القضاء ،

ومثل أمير المؤمنين أمام القضاء ، فحكم القاضي بالدرع لصالح اليهودي لإنه حائز لها والحيازة غي الشريعة سند الملكية ما لم يثبت العكس ..

فلا ذات مصونةً فالإسلام إلّا ذات الله القويّ العزيز الجبّار ..‬

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق