الأحد، 29 يونيو 2014



Timeline Photos

العميد الركن مصطفى الشيخ ان التناقض بين تصريحات الرئيس الامريكي بالامس القريب بفنتازية المعارضة السورية وعدم قدرتها على اسقاط الاسد ، وبين طلب نصف مليار دولار لدعم المعارضة المعتدلة يدلل وبوضوح على تخبط القرار والمواقف الامريكية مما يؤكد صعوبة اتخاذ اي قرار حاسم وذلل بسبب تطورات الموقف في العراق التي احدثت منعطفاً جديداً في الصراع الحالي الذي ارتبط بشكل اشد وضوحاً من ذي قبل بين العراق وسوريا ، وما داعش الا المبرر الشرعي للمضي قدماً في تمزيق النسيج السني وتهجيره من المنطقة وتلك هي الحقيقة التي استطاعت امريكا ومن خلال احتلال العراق تجسيدها بشكل واضح في المنطقة ، ومما يؤكد ذلك التحركات السريعة للدبلوماسية الامريكية في المنطقة ، والحقيقة ان المعارضة الثورية في الداخل السوري تم اختراقها وترويضها لتبني الخطاب الاسلامي في اخطر استدراج لها من قبل من يدعون انهم يمثلون الثورة في سوريا وخاصة الاخوان المسلمين الذين فتحوا الباب عالياً ومشرعاً اما تبني هذا النهج في بواكير الثورة عندما كانت مدنية بامتياز وبالتالي اعطوا المبرر لانشاء لتشكيلات تدعي الاسلام وبشكل يؤذي الاسلام من قبل المخابرات الايرانية ومخابرات النظام الذين يشهد لهم بقدرتهم على مر السنين في انجاز هكذا فصائل تكون المبرر للعالم لاجهض الثورة وتشكيل القناعة لدى العالم بان هذه الثورة هي مجرد حفنة من الارهابيين والمتطرفين الذين ليس لهم اي اهداف سوى تخريب المنطقة وتهديد العالم الذي يخاف ان يجتاحه الارهاب على غرار احداث ابراج التجارة في امريكا ، والحقيقة ان الثوار وقعوا في هذا الشرك القاتل بسبب قلة الدعم وتوفر الدعم لدى اطراف لديها اجندات غابت عن الحراك برمته، ومن الغريب ان نشتم امريكا ونتهمها بخذلان الشعب السوري ثم نتباكى عليها ان تدعم الثورة ؟؟؟ كيف يحدث ذلك ؟؟؟ اليس من المنطقي ان لا نشتم امريكا والعالم ؟ ومن المؤكد ان دعمت امريكا كما تقول الان لن تدعم الا بشروط ، اهمها محاربة داعش والنصرة ، وبالتالي هي تريد خدمة مصالحها اولاً مع بقاء الاسد وبقاء النظام ذاته ولو بدون الاسد ، لان الاسد لم ولن يكون هو المشكلة بحد ذاته كفرد ابداً ، وبالتالي الوصول الى حل سلمي يخدم المصالح الدولية وليس مصالحنا ، وان معالجة الوضع تبدأ من معالجة جذر المشكلة وهي رحيل نظام الاسد الذي بات مركز استقطاب لكل انواع التطرف الذي ذهب اكثر بكثير مما رسم له ان يصل ، وهذا خوف النظام الدولي من تفلت الامور وفقدان السيطرة على مجريات الامور ومألاتها التي باتت الصداع المزمن لصناع السياسات الدولية ، اذاً نحن بين مطرقة التشرذم وعدم القدرة على خلق حراك منطقي بمقاس الوطن والذي من المفترض ان يكون هو الهدف الاول وبين الارادات الدولية التي تتقن خدمة مصالحها ، فان لم يستطيع الحراك الثوري انتاج المطلوب فلن تكون النهاية الا كما يريد النظام الدولي ومن المقرف ان نلقي باللوم على امريكا في حين نحن فشلنا في الحد الادنى لاي وفاق او تنظيم او انتاج ممثل للشعب السوري المتعدد الاعراق والطوائف والاثنيات والتي من خلالها احراج العالم ودفعه لتبني مطالب شعب ينشد حريته وكرامته في دولة مدنية ، فاليوم بات المطلوب من الثوار ان يحاربوا داعش من دون اي اشارة الى سبب الجرائم كلها في المنطقة الا وهو النظام السوري ، وهذا انحراف خطيرعن هدف الثورة ونتيجة هامة وصل اليها النظام الدولي ، في حين ان العالم كله يشهد جرائم انسانية فاقت جرائم موسيليني وهتلر ورضىً دولي اباح للمجرمين قتل شعوبهم بالكيماوي والبراميل والصواريخ وكل ما يخطر على البال من وسائل تدمير ، لكن ما يدمي القلوب ان الثوار لن يدركوا يوماً ان تفرقهم هو نهايتهم ، وكذلك اليوم هذا الاستقطاب بين قطر والسعودية ونتائجه الممزقة للثورة باتت اشد وضوحاً في مسرحيلت هزلية ابطالها المجلس الوطني والائتلاف والاركان ، فجميع الاطراف نالها التفجير والاستقطاب تحت مبررات قلة ذات اليد والتي بالاساس الثورة ليست بحاجتها البتة فيما لو نظمت وشكلت الدماغ السياسي والعسكري الوطني الذي اصبح للاسف شيء من المستحيل الوصول اليه في ظل غياب الوعي وطغيان المال على الحق والوطن ، في سوق اشبه ما يكون لسوق عكاظ......

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق